الغيبة المحرمة : من الامراض الهدامة
صفحة 1 من اصل 1
الغيبة المحرمة : من الامراض الهدامة
الامراض الهدامة
الغيبة المحرمة : من الامراض الهدامة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الغيبة المحرمة : من الامراض الهدامة
قال الله تعالى {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} الحجرات.
أخي المؤمن اعلم أنه يجب على كل مكلف أن يحفظ لسانه عما حرم الله فإن اللسان كما قال الإمام الغزالي رحمه الله " نعمة عظيمة جِرمُه صغير وجُرْمُهُ كبير" ثم إن الكلام هو أكثر أفعال الإنسان فلزم مراقبة اللسان لأن كثرة الكلام ولو في المباح قد تجر إلى الحرام أو المكروه.
وقد تفشت في مجتمعاتنا عادة قبيحة بل ومرض هدام يفتك بصاحبه ويفرق بين الأهل ويباعد بين الأحباب ويكون سببا في البغضاء والتشاحن وهذا المرض هو الغيبة فكان لا بد من تعريف الغيبة وبيان حكمها والتحذير من الوقوع فيها.
إن في الآية التي ذكرناها آنفا نهي صريح عن الغيبة وتحذير بليغ.
فقد شبَّه اللهُ تبارك وتعالى غيبةَ المؤمن كأكلِ لحمه ميتاً وكفى بها زاجراً عن مثل هذا الإثم القبيح.
أحاديث في النهي عن الغيبة
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال عليه الصلاة و السلام: " من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه. يتبين لنا في هذا الحديث صفة المؤمن الكامل الذي يَسْلَم المسلمون من لسانه بحيث يجتنب غيبة أحد من المؤمنين ولا يشتمه ولا يقذفه (والقذف هو أن تتهم مسلماً عفيفاً بالزنى ) ولا يبطش بيده فيما حَرُمَ فلا يضرب مسلماً بغير حق ولو زوجته أو غلامه. وفي هذا الحديث أيضا تعريف للمسلم التقي المتحلي بالأخلاق الحسنة الحميدة التي حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على التخلق بها.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال " هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس (أي يغتابوهم) ويقعون في أعراضِهم" رواه أبو داود.
وقد عَرّفَ الرسول صلى الله عليه وسلم الغيبة لما سئل عنها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتدرون ما الغيبة؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال :"ذِكْرُكَ أخاك بما يكره" قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " رواه مسلم.
فالغيبة التي حرمها الله أن تذكر أخاك المسلم بما فيه من العيوب وهو يكره أن تذكرها. وأما البُهتان فهو ذكرك أخاك المسلم بما ليس فيه بما يكرهه. وإثم البهتان أشد من إثم الغيبة.
حكم سماع الغيبة :
وليُعْلَم أنه كما يحرم قول الغيبة فإنه يحرم سماعها أيضا فقد قال الله تعالى في وصف المتقين {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} القصص. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من رَدّ عن عِرْضِ أخيه ردّ اللهُ عن وجهه النارَ يوم القيامة ". رواه الترمذي.
وفي هذا دليل على حُرمة سماع الغيبة فمن حضر مجلساً يشتغل أهله بالغيبة والوقوع في أعراض الناس فعليه أن ينهى عن الغيبة إن كان مستطيعاً بالقوة وإلا فبلسانه وإلا فارق المجلس منكراً بقلبه ولا ذنب عليه.
الأحوال التي تباح فيها الغيبة:
واعلم أخي المسلم، أن الكلام الذي فيه ذكر أخيك المسلم بما فيه بما يكرهه للتفكه والتسلية هو الغيبة المحرمة والغيبة لا تباح إلا لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها:
- كالتظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى القاضي وغيره ممن له ولاية أو قدرة على انصافه من ظالمه فيقول: ظلمني فلان بكذا.
- أو ما يكون لسبب الاستعانة على تغيير المنكر ورد المعاصي وزجر مرتكبها فيقول لمن يقدر على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا فازجره عنه، ونحو ذلك ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر ولا يكون مقصوده فضحه والطعن به وتهشيمه.
- وتجوز الغيبة للاستفتاء كأن يقول للمفتي: ظلمني أبي أو أخي أو زوجتي أو فلان بكذا فهل له ذلك؟ وما طريقي في الخلاص منه وتحصيل حقي ورفع الظلم عني؟ ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة.
- وتجوز الغيبة أيضا لتحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم ومن ذلك المشاورة في مصاهرة انسان أو مشاركته أو ايداعه أمانة أو معاملته بغير ذلك ومجاورته، بل يجب على المستشار أن يكشف حال من يسأل عنه إذا كان في السكوت عنه ضرر فيذكر المساوىء التي فيه بنية النصيحة.
أخي المسلم، إن كثيرا من المشاكل التي نعانيها في مجتمعاتنا يرجع سببها لتلك المجالس التي تُعقد للكلام في أحوال الناس وعيوبهم وكل ذلك لمجرد التفكه والتسلية وقد كان الأولى بمرتكبي الغيبة المحرمة أن يشتغلوا بعيوبهم عن عيوب الناس وأن يكفوا ألسنتهم عما حرم الله إذن لقلَّت المشاحناتُ والخصوماتُ وصَفَت القلوبُ وتقاربت.
أخي المسلم، امنع جاهداً باذلاً غايةَ وسعك في حفظ لسانك عما حرم الله وتجنبِ الغيبة المحرمة وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أكثر خطايا ابن آدم من لسانه" رواه الطبراني.
وقوله صلى الله عليه وسلم لطالب النصيحة:" عليك بطول الصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك". رواه ابن حبان.
اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارثَ مني لا إله إلا أنت الحليمُ الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم.
*
الغيبة المحرمة : من الامراض الهدامة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الغيبة المحرمة : من الامراض الهدامة
قال الله تعالى {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} الحجرات.
أخي المؤمن اعلم أنه يجب على كل مكلف أن يحفظ لسانه عما حرم الله فإن اللسان كما قال الإمام الغزالي رحمه الله " نعمة عظيمة جِرمُه صغير وجُرْمُهُ كبير" ثم إن الكلام هو أكثر أفعال الإنسان فلزم مراقبة اللسان لأن كثرة الكلام ولو في المباح قد تجر إلى الحرام أو المكروه.
وقد تفشت في مجتمعاتنا عادة قبيحة بل ومرض هدام يفتك بصاحبه ويفرق بين الأهل ويباعد بين الأحباب ويكون سببا في البغضاء والتشاحن وهذا المرض هو الغيبة فكان لا بد من تعريف الغيبة وبيان حكمها والتحذير من الوقوع فيها.
إن في الآية التي ذكرناها آنفا نهي صريح عن الغيبة وتحذير بليغ.
فقد شبَّه اللهُ تبارك وتعالى غيبةَ المؤمن كأكلِ لحمه ميتاً وكفى بها زاجراً عن مثل هذا الإثم القبيح.
أحاديث في النهي عن الغيبة
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال عليه الصلاة و السلام: " من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه. يتبين لنا في هذا الحديث صفة المؤمن الكامل الذي يَسْلَم المسلمون من لسانه بحيث يجتنب غيبة أحد من المؤمنين ولا يشتمه ولا يقذفه (والقذف هو أن تتهم مسلماً عفيفاً بالزنى ) ولا يبطش بيده فيما حَرُمَ فلا يضرب مسلماً بغير حق ولو زوجته أو غلامه. وفي هذا الحديث أيضا تعريف للمسلم التقي المتحلي بالأخلاق الحسنة الحميدة التي حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على التخلق بها.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال " هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس (أي يغتابوهم) ويقعون في أعراضِهم" رواه أبو داود.
وقد عَرّفَ الرسول صلى الله عليه وسلم الغيبة لما سئل عنها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتدرون ما الغيبة؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال :"ذِكْرُكَ أخاك بما يكره" قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " رواه مسلم.
فالغيبة التي حرمها الله أن تذكر أخاك المسلم بما فيه من العيوب وهو يكره أن تذكرها. وأما البُهتان فهو ذكرك أخاك المسلم بما ليس فيه بما يكرهه. وإثم البهتان أشد من إثم الغيبة.
حكم سماع الغيبة :
وليُعْلَم أنه كما يحرم قول الغيبة فإنه يحرم سماعها أيضا فقد قال الله تعالى في وصف المتقين {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} القصص. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من رَدّ عن عِرْضِ أخيه ردّ اللهُ عن وجهه النارَ يوم القيامة ". رواه الترمذي.
وفي هذا دليل على حُرمة سماع الغيبة فمن حضر مجلساً يشتغل أهله بالغيبة والوقوع في أعراض الناس فعليه أن ينهى عن الغيبة إن كان مستطيعاً بالقوة وإلا فبلسانه وإلا فارق المجلس منكراً بقلبه ولا ذنب عليه.
الأحوال التي تباح فيها الغيبة:
واعلم أخي المسلم، أن الكلام الذي فيه ذكر أخيك المسلم بما فيه بما يكرهه للتفكه والتسلية هو الغيبة المحرمة والغيبة لا تباح إلا لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها:
- كالتظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى القاضي وغيره ممن له ولاية أو قدرة على انصافه من ظالمه فيقول: ظلمني فلان بكذا.
- أو ما يكون لسبب الاستعانة على تغيير المنكر ورد المعاصي وزجر مرتكبها فيقول لمن يقدر على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا فازجره عنه، ونحو ذلك ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر ولا يكون مقصوده فضحه والطعن به وتهشيمه.
- وتجوز الغيبة للاستفتاء كأن يقول للمفتي: ظلمني أبي أو أخي أو زوجتي أو فلان بكذا فهل له ذلك؟ وما طريقي في الخلاص منه وتحصيل حقي ورفع الظلم عني؟ ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة.
- وتجوز الغيبة أيضا لتحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم ومن ذلك المشاورة في مصاهرة انسان أو مشاركته أو ايداعه أمانة أو معاملته بغير ذلك ومجاورته، بل يجب على المستشار أن يكشف حال من يسأل عنه إذا كان في السكوت عنه ضرر فيذكر المساوىء التي فيه بنية النصيحة.
أخي المسلم، إن كثيرا من المشاكل التي نعانيها في مجتمعاتنا يرجع سببها لتلك المجالس التي تُعقد للكلام في أحوال الناس وعيوبهم وكل ذلك لمجرد التفكه والتسلية وقد كان الأولى بمرتكبي الغيبة المحرمة أن يشتغلوا بعيوبهم عن عيوب الناس وأن يكفوا ألسنتهم عما حرم الله إذن لقلَّت المشاحناتُ والخصوماتُ وصَفَت القلوبُ وتقاربت.
أخي المسلم، امنع جاهداً باذلاً غايةَ وسعك في حفظ لسانك عما حرم الله وتجنبِ الغيبة المحرمة وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أكثر خطايا ابن آدم من لسانه" رواه الطبراني.
وقوله صلى الله عليه وسلم لطالب النصيحة:" عليك بطول الصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك". رواه ابن حبان.
اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارثَ مني لا إله إلا أنت الحليمُ الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم.
*
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى